فبحلول العام الجديد في جميع أنحاء العالم، يكثر تناول الكعكات، والمعكرونة
الطويلة (التي تجسد الحياة طويلة)، والبازيلاء (التي تمثل العملات المعدنية)،
والرنجة (التي تمثل الوفرة)، ولحم الخنزير (الذي يمثل الحظ السعيد).
فيما يلي بعض المأكولات التقليدية الشائعة التي تعد احتفالًا بالعام الجديد حول
العالم
Hoppin’ John، أمريكا الجنوبية
يعد طبق Hoppin’ John أحد الأطباق التقليدية الرئيسة في السنة الجديدة، في
منطقة الجنوب الأمريكي، وهو طبق من اللوبياء بنكهة لحم الخنزير أو اللوبياء ذات
العيون السوداء، التي ترمز إلى العملات المعدنية، المقدمة مع الأرز، وغالبًا مع
الملفوف أو غيرها من الخضار المطبوخة التي ترمز إلى لون العملات النقدية، وخبز
الذرة الذي يرمز إلى لون الذهب.
ويعتقد أنّ هذا الطبق يجلب الحظ السعيد في العام الجديد. وتعود جذوره إلى
تقاليد إفريقيا وغرب الهند.
ظهرت وصفة طبق Hoppin’ John في وقت مبكر من عام 1847 في كتاب
بعنوان “ربة منزل كارولينا” بقلم سارة روتليدج، وقد أجرى الطهاة تعديلات على
الوصفة على مر السنين.
12 حبة من العنب، إسبانيا
يشاهد الإسبان تقليديًا بثًا من ميدان بويرتا ديل سول في مدريد، حيث يتجمّع
المحتفلون أمام برج الساعة في الميدان للاحتفال بالعام الجديد.
وبغض النظر عن المكان الذي يحتفي الإسبان فيه بالعام الجديد، سواًء في المنزل
أم في الميدان، فإنهم يلتزمون بالتقليد السنوي الاستثنائي بتناول حبة عنب مقابل
كل قرعة جرس من الساعة.
ويحضّر البعض حبات العنب مسبقًا من خلال نزع القشرة والبذور، كي يتمكّن من
الاستمتاع بتناولها في منتصف الليل.
وبدأ هذا التقليد في مطلع القرن العشرين، ويُقال إنّ منتجي العنب ابتكروا هذا
التقليد في الجزء الجنوبي من البلاد حيث توفر محصول وفير.
منذ ذلك الحين، انتشر التقليد في العديد من الدول الناطقة بالإسبانية.
تامال، المكسيك
يعد طبق التامال، المكوّن من عجينة الذرة المحشوّة باللحم، والجبن، وغيرها من الإضافات اللذيذة، والملفوفة بورق الموز أو قشور الذرة، أساسيًا في أي مناسبة خاصة يحتفى بها في المكسيك.
لكن خلال موسم العطلات، يعد هذا الطبق الخيار المفضل، خصوصًا في المكسيك.
في العديد من العائلات، تجتمع النساء معًا لإعداد المئات من هذا الطبق وتوزيعه على الأصدقاء والأقارب والجيران.
وفي ليلة رأس السنة، غالبًا ما يقدم التامال مع حساء مينودو، وهو حساء أمعاء مكسيكي تقليدي غالبًا يُحضّر للاحتفالات العائلية.
أوليبولين، هولندا
في هولندا، تُباع الكرات المقلية الساخنة، المعروفة باسم “أوليبولين”، على عربات الشوارع المتنقلة، وتعد طبقًا تقليديًا لمناسبة ليلة رأس السنة، وفي المعارض الاحتفالية الخاصة.
وطبق أوليبولين هو عبارة عن زلابية تشبه حلوى الدونات، تُحضّر عن طريق إسقاط مغرفة من العجين الممزوج بالكشمش أو الزبيب في مقلاة عميقة، ثم غمرها بمسحوق السكر.
مرصبان على شكل الخنزير، النمسا وألمانيا
تطلق كل من النمسا وألمانيا المجاورة على عشية رأس السنة الميلادية اسم سيلفسترابند، أو عشية القديس سيلفستر.
ويحتفل النمساويون بشرب كوكتيل من النبيذ الأحمر مع القرفة والتوابل، وتناول لحم الخنزير الرضيع على العشاء، ويزينون المائدة بحلوى لها شكل خنازير صغيرة مصنوعة من المرصبان، أو معجون اللوز، وهو نوع من أنواع الحلويات السكرية، المسماة مرزبانشوين.
نودلز سوبا، اليابان
في المنازل اليابانية، تتناول العائلات شعيرية سوبا الحنطة السوداء، أو ما يعرف باسم توشيكوشي سوبا، عند منتصف ليلة رأس السنة الجديدة لتوديع العام الماضي والترحيب بالعام التالي.
ويعود التقليد إلى القرن السابع عشر، وترمز المعكرونة الطويلة إلى طول العمر والازدهار.
وفي تقليد آخر يُسمى mochitsuki، يقضي الأصدقاء والعائلة اليوم السابق لرأس السنة الجديدة في إعداد كعكات الأرز المعروفة باسم موتشي. ويُغسل الأرز اللزج الحلو ويُنقع ويُطهى على البخار ويُطحن في كتلة ناعمة، ثم يتناوب الضيوف على تقطيعه لصنع كعكات صغيرة يتم تناولها لاحقًا كحلوى.
فطيرة الملك، في جميع أنحاء العالم
يمتد تقليد كعكة رأس السنة الجديدة إلى ثقافات لا حصر لها، فالإغريق لديهم كعكة Vasilopita، والفرنسيون لديهم gateau أو galette des rois، والمكسيكيون لديهم Rosca de Reyes، بينما يستمتع البلغار بالبانيتسا.
ويتم تناول معظم الكعك في منتصف الليل عشية رأس السنة الجديدة، رغم أن بعض الثقافات تقطع كعكاتها في عيد الميلاد أو عيد الغطاس، تاريخ 6 يناير/ كانون الثاني، وتتضمن عملة ذهبية مخفية، ترمز إلى عام مزدهر لمن يجدها في قطعته.
كوتشينو، إيطاليا
يحتفل الإيطاليون بليلة رأس السنة الجديدة مع طبق كوتشينو التقليدي، وهو سجق وحساء عدس يقال إنه يجلب الحظ السعيد، وفي بعض المنازل، يكون الحال بطبق zampone، أو أرجل الخنزير المحشي.
نظرًا لوفرة سمك الرنجة في بولندا وبعض الدول الاسكندنافية، وبسبب لونها الفضي، يتناول الكثير من الأشخاص في تلك الدول سمك الرنجة المخلل منتصف الليل، لجلب عام من الرخاء والمكافأة. ويتناول البعض الرنجة المخللة مع صلصة الكريمة بينما يتناولها البعض الآخر مع البصل.
يتم تحضير رنجة مخللة خاصة ليلة رأس السنة البولندية الجديدة، تسمى Sledzie Marynowane، عن طريق نقع رنجة مملحة كاملة في الماء لمدة 24 ساعة ثم وضعها على شكل طبقات في وعاء مع البصل والبهارات والسكر والخل الأبيض.
كرانسيكاج، الدنمارك والنرويج
كعكة إكليل الزهور، مخروطية الشكل، وتتكوّن من حلقات كعك عدة توضع فوق بعضها، وتعد ليلة رأس السنة وخلال المناسبات الخاصة الأخرى في الدنمارك والنرويج.
وتصنع الكعكة من المرصبان أو معجون اللوز، وغالبًا ما تقدم إلى جانب زجاجة النبيذ أو مشروب أكفافيت الكحولي، ويمكن تزيينها برقائق البسكويت.